احبائي الاعزاء في منتدى توداى نبدأ اليوم بمشيئة الله عرض مجموعة من كتابات الكاتب الراحل والمبدع د. محمد اسماعيل على عضو اتحاد كتاب مصر والكاتب السابق من الاهرام وكاتب المقال الاسبوعي الشهير في الاهرام قول على قول ..وقد وجدت انه من الضروري القاء الضوء على كتابات هذا الكاتب المتميز لاني اعتبرها وقد يتفق معي اخرون انها كتابات رائعة لما تحملها من اثراء للفكر والوجدان .. سنبدأ في عرضها تباعا على هيئة سلسلة منها مقالات ومنها خواطر ومنها قصة قصيرة .. كما ان القاء الضوء على هذا الرجل يعد بمثابة رد للجميل وعرفان بما اثرى به الادب المصري .. ارجو ان ينال الموضوع اعجابكم ويكون اضافة للقسم الثقافي
اليكم اول موضوع
اسرار الحب : مفاهيم الحب المغلوطه
لا يتعبني في تعقيباتهم, الا الذين لا يستوعبون مفهوم الحب!! فهم ينطلقون من فهمهم للحب, من منطلق( عقلي) متناقض تماما, وما انطلق منه, ولقد قلنا كثيرا, ان الحب هو ميل شديد نحو شخص بقوه قهريه, دون سبب معلوم, هذا هو محور الكلام عن الحب!! اما ان ندخل الحب تحت مفاهيم العقل والمنطق فاننا بذلك نستخدم ادوات لا تصلح للكلام عن ا لحب, فمعني( القوه القهريه) اننا نكون امام قوه كاسحه, تهزم عقل الانسان وتشل ارادته. فهي قوه( قاهره له) وليست قاهره لمن يتحدث عنها دون ان يكابدها!! وهو ميل, دون سبب معلوم اي ان المحب لا يجد سببا يبرر به للاخرين, هذا الحب!! فهو يجيب دائما علي السوال( لماذا تحب فلانا) بجمله( لا اعرف)!! ولو كان يعرف, او لو كان من طبيعه المحب والمحبوب, ان يعرف كل منهما سبب الحب, لكان الحب بلا اي مشاكل.. وكنا بداناه وانهيناه في الوقت الذي نريد.. ولرفعنا شعار( اذا عرف السبب.. بطل العجب)!! لكن (العجب) في الحب, لا يبطل ولن يبطل, لانك لا تعرف سببه ولن تعرفه, فاذا عرفته فانت لست امام حاله حب, انما انت في حاله( اختيار) لمن تراه الاحسن!!. وترتيبا علي ذلك فان الذي يختار لابد ان يختار من يراه ملائما اجتماعيا واقتصاديا, لكن الذي يحب, يفتقد القدره علي الاختيار, فيجد نفسه ذائبا في شخص قد يكون ملائما له وقد لا يكون ملائما له بالمره!! وانا اعرف من اكتشفت ان من تحبه( لص) و(نشال) او( مدمن) ومع ذلك فلم تستطع اطلاقا ان تتراجع, لانها( فاقده لاراده الاختيار) اي انها مالت اليه بقوه قاهره, دون سبب معلوم!!. وامامي رساله من( صيدلانيه سكندريه) يوسفني القول بانها تخلط بين( الاختيار) الواعي, وبين الحب القهري, ولا تدرك الفرق بين الحالتين. فهي تطلب مني ان انير الطريق بالتنبيه علي( الحب الواعي)!! وجمله الحب الواعي تنسف فكره الحب.. وهي فكره لم اخترعها بل اننا نرصدها ونجلو عنها الخلط الذي يقع فيه امثال القارئه العزيزه وهذه الجمله تحمل نقيضها لان الحب يتنافي مع الوعي, تاريخيا ومنطقيا فلو قلنا( حب) فاننا بمفهوم المخالفه ننفي( الوعي), لان الحب يحدث خارج نطاق الوعي.. لكن الخلط في ذهن الصديقه الصيدلانيه ناتج عن عدم وضوح الفرق لديها بين( الحب) وهو بلا وعي علي طول الخط وبين( الاعجاب) وهو يستند الي وعي وادراك, بسبب استحقاق الاعجاب!!. وتتساءل القارئه ببراءه هل مطلوب من المحب ان يعطي عقله اجازه فيصبح تابعا؟ انه حب اعمي مرفوض من المجتمع ويشد صاحبه الي اسفل.. وردا عليها اوكد قطعيا انها لم تحب قبل كتابتها الرساله!! ولا احد يطلب من المحب اطلاقا ان يعطي عقله اجازه!! فالحب ليس بالطلب!! وفي الحب اجازه عقليه( قهريه مفروضه) رغم انف من يحب!! هل وصلك المعني يا عزيزتي!!؟ وهو لا يسال( اين عقلي) لكنك انت التي تسالينه( اين عقلك) فيرد عليك( لا اعرف)!هل وصلك المعني.. مره اخري!!؟ واذا كان ذلك هو ما فهمته الصيدلانيه السكندريه من مقال( الحب وبشائره), فان ما فهمته قارئه اخري( مني محمد) من مقال( حمايه الحب) يدور في نفس المجال الذي تدور فيه القارئه الصيدلانيه لكن يبدو ان( مني) للاسف, لم تفهم المقال جمله وتفصيلا, وقد اجد لها عذرا في تركيزي علي محاور الفكره في المقال دون الدخول في تفصيلات تصورت انا انها مفهومه!! لكن يبدو انه لابد من شرح ما اوجزه, لمن لم يدرك معناه. فالقارئه تتساءل ساخره ( سيادتكم تفضلتم وقلتم ان الحب بمفاهيمه الاخري, يمكن ان يستجيب للحمايه وللدفاع, لانه يستند الي( شرعيه) ذات اوجه دينيه او اجتماعيه.. يعني لازم يكون الحب شرعي ليعيش تحت هذه المظله.. كيف بالله عليك؟! واقول للقارئه مني اجري( مقابله او مواجهه) بين حب جنسي بحت, وبين حب لا يخالف النظم الاجتماعيه او الدينيه في اي مجتمع وقلت واقول وسوف اقول, ان الحب الجنسي لا يستاهل او يستحق الحمايه تحت اي ظرف!! بل انه يحمل في طياته بذور فنائه.. فهو يستعصي لا علي الاستمرار فحسب, بل وعلي الحمايه ايضا, في حين ان الحب الذي لا يستهجنه المجتمع ولا الدين, لانه مثلا من اجل الزواج, فهو حب يستند الي شرعيه دينيه ا و اجتماعيه, ومن ثم فهو يستحق الحمايه, وهو جدير بالرعايه!!. انظري يا عزيزتي الي ارض تنبت فيها حشائش واشواك وورود ونخيل!! ما هو( التصرف الطبيعي) للانسان هنا!؟ انه يجتث الحشائش والاشواك ويحافظ علي الورود والنخيل ويحميها من كل عدوان..!!. وتتساءل القارئه في( براءه اخري),( انني حائره.. اذا كان الحب من صنع الله.. طيب هل هو نقمه من الله ام هو نعمه وهبه من الله؟ واذا كان نقمه, يعني تعاسه والم وشقاء, فهل يعني ذلك ان الله يعاقب الانسان ويشقيه بحب ليس له ذنب فيه!؟. والتساول علي بساطته يثير قضايا فلسفيه كثيره, تتعلق في جانب كبير منها بمساله (الجبر والاختيار) التي ناقشها المعتزله والاشاعره في صدر الاسلام, ودون دخول في تفصيلات معقده نطلب ببراءه ايضا من القارئه, ان تجيب لنا علي هذا التساول ( هل خلق الله السكين, ليقتل الناس بعضهم بعضا.. ام ليذبحوا بها الماشيه والطيور!؟) وفي صياغه اخري.. هل السكين.. للموت.. ام للحياه!؟ ان الانسان يا عزيزتي, هو الذي( يسيء) او(يحسن) التصرف فيما خلقه الله!!. وفي الحب حتي المستند الي شرعيه من جانب جبري قهري, هو( الشعور بالحب).. وجانب اختياري ارادي هو( التصرف الانساني) في هذا الحب!! فمثلا, انا احب( س) من الناس. واريد ان اتزوجها.. ولابد ان اراها واقابلها اولا!! هناك اراده لي في حبها. لكن لي اراده حره في الاختيار بين بدائل لمقابلتها!! هل اتفق معها لمقابلتها سرا وبعيدا عن اهلها!؟ ام استدرجها لمنزلي لافهمها(!!) ام اتوجه لمنزلها لاعرض علي اهلها رغبتي في الزواج. ونعلن الخطبه واراها واتحدث اليها فاذا لم (نتوافق) فنحن في حل من( الوعد بالزواج)!! هنا يا عزيزتي يكون( الاختيار) لوسيله اللقاء, هو الذي يحدد( النعمه) او( النقمه)!! انه اختيار انساني حر, بين بدائل من التصرفات بعضها مقبول وبعضها مرفوض.. وهنا نستطيع القول, ان( الشقاء) من صنع الانسان و(الهناء) من صنع الانسان ايضا, حين يختار بين الصحيح والباطل من صور اللقاء!! اما الحب نفسه فهو( قهر) للاراده, فيه يكون شعور الانسان مسيرا.. ويبقي مخيرا في تصرفاته!. وتتساءل( مني) عن مصير (الحب من طرف واحد) وهو حب لا يشعر به الطرف الاخر, فهل يمكن ان يعيش هذا الحب!؟. اننا حددنا علي وجه الدقه انواع الحب التي تحتاج الي حمايه. ولان الحب من طرف واحد, هو كما قلنا( عذاب من فوقه عذاب ومن تحته عذاب) فهو حب لا يمكن بداهه ان يحميه احد او ان يتيح له الاستمرار. ولم نشا ان نضعه في سله واحده, مع الحب الجنسي لاختلاف الطبيعه وربما اتحاد المصير. فمصير هذا وذاك هو النهايه دون حمايه. والحب من طرف واحد يطول زمنه او يقصر, نتيجه لعوامل متباينه, كاختلاف الاشارات التي يتلقاها المحب من المحبوب, ومدي قدرته علي ترجمتها الترجمه الصحيحه. ذلك ان الذي يحب من طرف واحد, كثيرا ما يغلو في تفسير ما يراه او يصادفه من المحبوب. فلو قال المحبوب للمحب من طرف واحد( اين انت!؟ لقد افتقدتك).. هنا يختلف رد الفعل من محب الي اخر.. فقد يهتز كيان محب ويترجم الجمله علي انها( استجابه عاطفيه) ذات مضمون واضح.. ويفهم من يتلقاها انها نوع من المجامله, واخر يتلقاها بمفهوم السخريه! اي ان الحب من طرف واحد, ذو اوجه متعدده, نصفه دائما بانه عذاب من فوقه عذاب ومن تحته عذاب.. لكن كل هذا العذاب, ينتهي اذا بدا( المحبوب) في مبادله المحب, شعورا بشعور.. وهو ما يحدث بندره تكاد تكون منعدمه.. ومحنه الحب من طرف واحد ان مكابده لا يرجع عنه بالنصيحه ولا بالارشاد.. بل غالبا ما يكون تبدد هذا الحب, نتيجه للاحباط المتتالي والاحساس بان كل احباط يمثل صفعه قويه علي خد القلب. في حين ان الحب الجنسي قد ينتهي نتيجه نصح او ارشاد او احباط ذاتي او ملل وسام لكن لا هذا الحب ولا ذاك, يجب ان يتمتع اي منهما بحمايه ما!!.
احبائي الاعزاء في منتدى توداى نبدأ اليوم بمشيئة الله عرض مجموعة من كتابات الكاتب الراحل والمبدع د. محمد اسماعيل على عضو اتحاد كتاب مصر والكاتب السابق من الاهرام وكاتب المقال الاسبوعي الشهير في الاهرام قول على قول ..وقد وجدت انه من الضروري القاء الضوء على كتابات هذا الكاتب المتميز لاني اعتبرها وقد يتفق معي اخرون انها كتابات رائعة لما تحملها من اثراء للفكر والوجدان .. سنبدأ في عرضها تباعا على هيئة سلسلة منها مقالات ومنها خواطر ومنها قصة قصيرة .. كما ان القاء الضوء على هذا الرجل يعد بمثابة رد للجميل وعرفان بما اثرى به الادب المصري .. ارجو ان ينال الموضوع اعجابكم ويكون اضافة للقسم الثقافي
اليكم اول موضوع
اسرار الحب : مفاهيم الحب المغلوطه
لا يتعبني في تعقيباتهم, الا الذين لا يستوعبون مفهوم الحب!! فهم ينطلقون من فهمهم للحب, من منطلق( عقلي) متناقض تماما, وما انطلق منه, ولقد قلنا كثيرا, ان الحب هو ميل شديد نحو شخص بقوه قهريه, دون سبب معلوم, هذا هو محور الكلام عن الحب!! اما ان ندخل الحب تحت مفاهيم العقل والمنطق فاننا بذلك نستخدم ادوات لا تصلح للكلام عن ا لحب, فمعني( القوه القهريه) اننا نكون امام قوه كاسحه, تهزم عقل الانسان وتشل ارادته. فهي قوه( قاهره له) وليست قاهره لمن يتحدث عنها دون ان يكابدها!! وهو ميل, دون سبب معلوم اي ان المحب لا يجد سببا يبرر به للاخرين, هذا الحب!! فهو يجيب دائما علي السوال( لماذا تحب فلانا) بجمله( لا اعرف)!! ولو كان يعرف, او لو كان من طبيعه المحب والمحبوب, ان يعرف كل منهما سبب الحب, لكان الحب بلا اي مشاكل.. وكنا بداناه وانهيناه في الوقت الذي نريد.. ولرفعنا شعار( اذا عرف السبب.. بطل العجب)!! لكن (العجب) في الحب, لا يبطل ولن يبطل, لانك لا تعرف سببه ولن تعرفه, فاذا عرفته فانت لست امام حاله حب, انما انت في حاله( اختيار) لمن تراه الاحسن!!. وترتيبا علي ذلك فان الذي يختار لابد ان يختار من يراه ملائما اجتماعيا واقتصاديا, لكن الذي يحب, يفتقد القدره علي الاختيار, فيجد نفسه ذائبا في شخص قد يكون ملائما له وقد لا يكون ملائما له بالمره!! وانا اعرف من اكتشفت ان من تحبه( لص) و(نشال) او( مدمن) ومع ذلك فلم تستطع اطلاقا ان تتراجع, لانها( فاقده لاراده الاختيار) اي انها مالت اليه بقوه قاهره, دون سبب معلوم!!. وامامي رساله من( صيدلانيه سكندريه) يوسفني القول بانها تخلط بين( الاختيار) الواعي, وبين الحب القهري, ولا تدرك الفرق بين الحالتين. فهي تطلب مني ان انير الطريق بالتنبيه علي( الحب الواعي)!! وجمله الحب الواعي تنسف فكره الحب.. وهي فكره لم اخترعها بل اننا نرصدها ونجلو عنها الخلط الذي يقع فيه امثال القارئه العزيزه وهذه الجمله تحمل نقيضها لان الحب يتنافي مع الوعي, تاريخيا ومنطقيا فلو قلنا( حب) فاننا بمفهوم المخالفه ننفي( الوعي), لان الحب يحدث خارج نطاق الوعي.. لكن الخلط في ذهن الصديقه الصيدلانيه ناتج عن عدم وضوح الفرق لديها بين( الحب) وهو بلا وعي علي طول الخط وبين( الاعجاب) وهو يستند الي وعي وادراك, بسبب استحقاق الاعجاب!!. وتتساءل القارئه ببراءه هل مطلوب من المحب ان يعطي عقله اجازه فيصبح تابعا؟ انه حب اعمي مرفوض من المجتمع ويشد صاحبه الي اسفل.. وردا عليها اوكد قطعيا انها لم تحب قبل كتابتها الرساله!! ولا احد يطلب من المحب اطلاقا ان يعطي عقله اجازه!! فالحب ليس بالطلب!! وفي الحب اجازه عقليه( قهريه مفروضه) رغم انف من يحب!! هل وصلك المعني يا عزيزتي!!؟ وهو لا يسال( اين عقلي) لكنك انت التي تسالينه( اين عقلك) فيرد عليك( لا اعرف)!هل وصلك المعني.. مره اخري!!؟ واذا كان ذلك هو ما فهمته الصيدلانيه السكندريه من مقال( الحب وبشائره), فان ما فهمته قارئه اخري( مني محمد) من مقال( حمايه الحب) يدور في نفس المجال الذي تدور فيه القارئه الصيدلانيه لكن يبدو ان( مني) للاسف, لم تفهم المقال جمله وتفصيلا, وقد اجد لها عذرا في تركيزي علي محاور الفكره في المقال دون الدخول في تفصيلات تصورت انا انها مفهومه!! لكن يبدو انه لابد من شرح ما اوجزه, لمن لم يدرك معناه. فالقارئه تتساءل ساخره ( سيادتكم تفضلتم وقلتم ان الحب بمفاهيمه الاخري, يمكن ان يستجيب للحمايه وللدفاع, لانه يستند الي( شرعيه) ذات اوجه دينيه او اجتماعيه.. يعني لازم يكون الحب شرعي ليعيش تحت هذه المظله.. كيف بالله عليك؟! واقول للقارئه مني اجري( مقابله او مواجهه) بين حب جنسي بحت, وبين حب لا يخالف النظم الاجتماعيه او الدينيه في اي مجتمع وقلت واقول وسوف اقول, ان الحب الجنسي لا يستاهل او يستحق الحمايه تحت اي ظرف!! بل انه يحمل في طياته بذور فنائه.. فهو يستعصي لا علي الاستمرار فحسب, بل وعلي الحمايه ايضا, في حين ان الحب الذي لا يستهجنه المجتمع ولا الدين, لانه مثلا من اجل الزواج, فهو حب يستند الي شرعيه دينيه ا و اجتماعيه, ومن ثم فهو يستحق الحمايه, وهو جدير بالرعايه!!. انظري يا عزيزتي الي ارض تنبت فيها حشائش واشواك وورود ونخيل!! ما هو( التصرف الطبيعي) للانسان هنا!؟ انه يجتث الحشائش والاشواك ويحافظ علي الورود والنخيل ويحميها من كل عدوان..!!. وتتساءل القارئه في( براءه اخري),( انني حائره.. اذا كان الحب من صنع الله.. طيب هل هو نقمه من الله ام هو نعمه وهبه من الله؟ واذا كان نقمه, يعني تعاسه والم وشقاء, فهل يعني ذلك ان الله يعاقب الانسان ويشقيه بحب ليس له ذنب فيه!؟. والتساول علي بساطته يثير قضايا فلسفيه كثيره, تتعلق في جانب كبير منها بمساله (الجبر والاختيار) التي ناقشها المعتزله والاشاعره في صدر الاسلام, ودون دخول في تفصيلات معقده نطلب ببراءه ايضا من القارئه, ان تجيب لنا علي هذا التساول ( هل خلق الله السكين, ليقتل الناس بعضهم بعضا.. ام ليذبحوا بها الماشيه والطيور!؟) وفي صياغه اخري.. هل السكين.. للموت.. ام للحياه!؟ ان الانسان يا عزيزتي, هو الذي( يسيء) او(يحسن) التصرف فيما خلقه الله!!. وفي الحب حتي المستند الي شرعيه من جانب جبري قهري, هو( الشعور بالحب).. وجانب اختياري ارادي هو( التصرف الانساني) في هذا الحب!! فمثلا, انا احب( س) من الناس. واريد ان اتزوجها.. ولابد ان اراها واقابلها اولا!! هناك اراده لي في حبها. لكن لي اراده حره في الاختيار بين بدائل لمقابلتها!! هل اتفق معها لمقابلتها سرا وبعيدا عن اهلها!؟ ام استدرجها لمنزلي لافهمها(!!) ام اتوجه لمنزلها لاعرض علي اهلها رغبتي في الزواج. ونعلن الخطبه واراها واتحدث اليها فاذا لم (نتوافق) فنحن في حل من( الوعد بالزواج)!! هنا يا عزيزتي يكون( الاختيار) لوسيله اللقاء, هو الذي يحدد( النعمه) او( النقمه)!! انه اختيار انساني حر, بين بدائل من التصرفات بعضها مقبول وبعضها مرفوض.. وهنا نستطيع القول, ان( الشقاء) من صنع الانسان و(الهناء) من صنع الانسان ايضا, حين يختار بين الصحيح والباطل من صور اللقاء!! اما الحب نفسه فهو( قهر) للاراده, فيه يكون شعور الانسان مسيرا.. ويبقي مخيرا في تصرفاته!. وتتساءل( مني) عن مصير (الحب من طرف واحد) وهو حب لا يشعر به الطرف الاخر, فهل يمكن ان يعيش هذا الحب!؟. اننا حددنا علي وجه الدقه انواع الحب التي تحتاج الي حمايه. ولان الحب من طرف واحد, هو كما قلنا( عذاب من فوقه عذاب ومن تحته عذاب) فهو حب لا يمكن بداهه ان يحميه احد او ان يتيح له الاستمرار. ولم نشا ان نضعه في سله واحده, مع الحب الجنسي لاختلاف الطبيعه وربما اتحاد المصير. فمصير هذا وذاك هو النهايه دون حمايه. والحب من طرف واحد يطول زمنه او يقصر, نتيجه لعوامل متباينه, كاختلاف الاشارات التي يتلقاها المحب من المحبوب, ومدي قدرته علي ترجمتها الترجمه الصحيحه. ذلك ان الذي يحب من طرف واحد, كثيرا ما يغلو في تفسير ما يراه او يصادفه من المحبوب. فلو قال المحبوب للمحب من طرف واحد( اين انت!؟ لقد افتقدتك).. هنا يختلف رد الفعل من محب الي اخر.. فقد يهتز كيان محب ويترجم الجمله علي انها( استجابه عاطفيه) ذات مضمون واضح.. ويفهم من يتلقاها انها نوع من المجامله, واخر يتلقاها بمفهوم السخريه! اي ان الحب من طرف واحد, ذو اوجه متعدده, نصفه دائما بانه عذاب من فوقه عذاب ومن تحته عذاب.. لكن كل هذا العذاب, ينتهي اذا بدا( المحبوب) في مبادله المحب, شعورا بشعور.. وهو ما يحدث بندره تكاد تكون منعدمه.. ومحنه الحب من طرف واحد ان مكابده لا يرجع عنه بالنصيحه ولا بالارشاد.. بل غالبا ما يكون تبدد هذا الحب, نتيجه للاحباط المتتالي والاحساس بان كل احباط يمثل صفعه قويه علي خد القلب. في حين ان الحب الجنسي قد ينتهي نتيجه نصح او ارشاد او احباط ذاتي او ملل وسام لكن لا هذا الحب ولا ذاك, يجب ان يتمتع اي منهما بحمايه ما!!.